مــــوعـــد فــــي الشـــــا لـــيــــه
هذه القصة واقعية, والهدف منها هو أخذ العظة والعبرة, فحقيقة مثل هذه القصص لا تنسى بسهولة ولا تمحى من ذاكرة قارئها, وهي قصة فيها عبرة وعظة لكل من ينتهك حرمات الله ويريد أن يتلاعب ببنات الناس.
فهذا شاب كان لا هم له إلا خداع الفتيات والتغرير بهن, فكان يخدعهن بكلامه المعسول ووعوده الكاذبة, فإذا نال مراده اخذ يبحث عن فتاة أخرى , وهكذا كان هذا الشاب لا يردعه دين ولا حياء. فكان مثل الوحش الضاري يهيم في الصحراء بحثا عن فريسة يسكت بها جوعه .
وفي إحدى جولاته سقطت في شباكه إحدى المخدوعات بأمثاله , فألقى إليها برقم هاتفه فاتصلت به , وأخذ يسمعها من كلامه المعسول مما جعلها تسبح في علام الحب والعاطفة , واستطاع بمكره أن يشغل قلبها فصارت مولعة به , فأراد الخبيث بعد أن شعر أنها استوت وحان قطافها أن يبتلعها مثل ما فعل مع غيرها. إلا أنها صدته و قالت: إن الذي بيني وبينك حب طاهر عفيف لا يتوج إلا بالزواج الشرعي. وحاول أن يراوغها ويخدعها إلا أنها صدته , وأحس أنه فشل هذه المرة , فأراد أن ينتقم لكبريائه ويلقنها درسا لا تنساه أبدا , فاتصل بها وأخذ يبث لها أشواقه ويعبر لها عن حبه وهيامه , وأنه قرر وعزم على خطبتها لأنه لا يستطيع أن يفارقها فهي بالنسبة له كالهواء , إذا انقطع عنه ومات ...
ولأنها ساذجة ومخدوعة بحبه صدقته وأخذت تبادله الأشواق و صار هذا الفاسق يداوم على الاتصال بها حتى ألهبها شوقا. فوعدها بأنه سوف يتقدم لخطبتها , إلا أن هناك أمورا يجب أن يحدثها بها لأنها أمورٌ لا تقال عبر الهاتف , فهي تخص حياتهم الزوجية القادمة , فقبلت فاستبشر الفاسق وحدد لها المكان والزمان أما المكان فهو شاليه يقع على ساحل البحر , وأما الزمان ففي الصباح , واتفقا على الموعد .
فرح الخبيث الماكر وأسرع إلى أصدقاء السوء أمثاله , وقال لهم: غداً ستأتي فتاةٌ إلى الشاليه وتسأل عني وأريد منكم أن تكونوا متواجدين هناك فإذا جاءت فافعلوا بها ما يحلو لكم .
وفي الغد جلسوا داخل الشاليه ينتظرون الفريسة , وهم يلهثون مثل الكلاب المسعورة , فأقبلت الفريسة تبحث عن صيادها , ودخلت الفتاة إلى الشاليه تنادي عليه , وفجأة هجموا عليها هجوم الوحوش الضارية , وأخذوا يتناوبون عليها حتى اشبعوا رغباتهم , وأطفؤوا نار شهوتهم المحمومة , ثم تركوها في خالة يرثى لها , وخرجوا قاصدين سيارتهم ,وإذا بالماكر الخبيث مقبل نحوهم , فلما رأوه تبسموا وقالوا: لقد انتهت المهمة كما أردت .
فرح هذا الشاب واصطحبهم إلى داخل الشاليه ليمتع ناظريه بمنظر هذه المسكينة ويشفي غليله فهي التي صدته واستعصت عليه .
فلما وقعت عينه عليها كادت روحه أن تزهق وأخذ يصرخ بأعلى صوته على أصدقائه
: يا أشقياء ماذا فعلتم ....... تباً لكم من سفلة........ إنها أاختي الويل لي ولكم ..... إنها أختي ....أختي .. يا ويلي .
ولكن ما الذي جدث؟ لقد شاء الله عز وجل أن ينتقم من هذا الفاسق
بأقرب الناس إليه وبنفس الطريقة التي خطط لها . إذ أن الفتاة التي واعدها هذا الخبيث حدث لها مانع جعلها تمتنع عن الحضور فلم تحضر , وكانت أخت هذا الفاسق تبحث عن أخيها لأمر ما , وهي تعلم انه يقضي اغلب وقته في الشاليه . فذهبت في نفس الموعد الذي حدده مع الفتاة . وهكذا وقع هذا الفاسق في الحفرة التي حفرها للفتاة.
واصطاده نفس الفخ الذي نصبه لها . فلا بد لكل مجرم من نهاية مهما طال الزمن , فلا بد أن يقع وأن يشرب من نفس الكأس التي أشرب منها الناس , وكما تدين تدان , وقال تعالى <(أفأمنوا مكر الله فلا يامن مكر الله إلا القوم الخاسرون )> سورة الأعراف الآية:7لك أيها القلب اعتبار بما فعل الهوى بالعاشقينا